KHALID المدير العام
المشاركات : 1094 برج العضو : تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: تمتع بالرومانسية ولا تقتلها كما حدت... الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 2:18 pm | |
| ما الذي حدث للرومانسية في زمننا؟ لم تعد لدينا اية هوية بل اصبحنا نستورد كل شيء حتى العواطف. ومن ثم غلبت مادية الجسد اشتياق الروح الى العاطفة السامية التي تبدل الانسان من حال الى حال وتنقله من الارض الى العوالم البعيدة السامية في جوار القمر والنجوم. اختلطت الادوار فلم يعد الحبيب فارسا نبيلا يشهر سيفا في وجه الظلم بل مغن يرتدي ثوب القراصنة وينعق في الميكروفون تؤيده وسائل التكنولوجيا الحديثة على اختراق حاجز الصوت بقوة. ولم تعد الحبيبة اميرة تسكن برجا عاليا. اصبحت راقصة في فيديو كليب تلبس الشفتشي الذي يكشف كيلشي. ومع اختلاط الادوار والمفاهيم ضاعت معالم الحقيقة وتوارى الواقع خلف كواليس التجارب بحيث اذا أطل بوجهه الحقيقي إما صرخ الحبيب فزعا وحزمت الحبيبة متاعها ورحلت وإما تنهد الطرفان بقوة وعزم واتفقا على صيغة لسد الفجوة بين المأمول والمتاح. ولكن الفجوة تكبر احيانا وتنتشر حتى تصبح بئرا ليس لها قرار لا يمكن النزول اليها لاكتشاف عمقها ولا يمكن البعد عنها لأنها في عقر دارك. لقد تاترت فعلا بعد قراءة السابق واحسست اننا حرمنا من الروماسية الحقيقية ..ولكن طرفة كانت مع الموضوع وفيها ان امرأة شابة وهبت لها ثلاث أمنيات بشرط ان كل ما تتمناه لنفسها يوهب لزوجها مثله مضاعفا. فكانت اولى رغباتها ان تكون اجمل امرأة في الوجود رغم انها تعلم انها اذا اصبحت الاجمل اصبح زوجها الاكثر وسامة والاكثر عرضة لاعجاب النساء. ولكنها ارادت ان تكون الاجمل لأن تلك هي غاية المنى في ثقافة الفيديو والتلفزيون. وكان لها ما ارادت. ثم تمنت ان تكون الاكثر ثراء لأن الثروة تشتري لها القوة والشباب والمتعة والحب. او هكذا ظنت. ولما وصلت الى الأمنية الثالثة فكرت مليا ثم تمنت ان تصيبها نوبة قلبية خفيفة لأن النوبة الخفيفة لن تقتلها ولكن النوبة المضاعفة تقتل الزوج وتريحها من عذاب الغيرة والشك والخوف من ان يختال او ان يتركها.. ورغم امتعاضي من الدعابة التي تنطوي عليها الطرفة شعرت بأنها اختزلت موت الرومانسية في بضعة سطور. من هنا يتبين ان الدين الاسلامي حدد الروابط النفسية بين الجنسين بالمودة والرحمة. لم يقل حبا وعشقا وجنونا، بل قال مودة ورحمة ليس بهدف انكار عاطفة الحب ولكن بهدف تهذيبه وتنقيته وتأمين استمراريته. فالحب الخالي من الرحمة عذاب لطرفيه. والعاطفة التي تفتقر الى المودة هي بنت ساعتها وما ان تشبع حتى تتلاشى وتذوب وتفنى.
| |
|