ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن المصادر الطبية قولها: إن نيران دبابات إسرائيلية استهدفت مدرسة الفاخورة، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في جباليا شمال غزة؛ مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 80 شخصا.
حيث ارتفعت حصيلة المجازر الإسرائيلية المستعرة في قطاع غزة منذ 11 يوماً إلى 660 شهيداً، في حين تجاوز عدد الجرحى أكثر من 2900 جريح، بينهم المئات في حال الخطر الشديد.
وتصدت المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال المتوغلة في أطراف مدينة غزة، وشرق مخيم جباليا، وشرق بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، حيث أقرت مصادر الاحتلال بمقتل 5 جنود وإصابة 24 آخرين في معارك غزة ليل الاثنين الثلاثاء، غير أن كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" أكدت مقتل 21 جندياً وجرح نحو 79 آخرين منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية.
ودارت أعنف الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، شرق بلدة بيت لاهيا، وفي محيط منطقة جبل الكاشف شرق مخيم جباليا.
وأعلنت كتائب القسام أنها استدرجت وحدة من القوات الخاصة الإسرائيلية إلى منزل ملغم في مخيم جباليا، شمال القطاع، ومن ثم فجرت المنزل عليها، واستهدفت جنود الاحتلال داخل المنزل بعشرات قذائف "آر.بي.جي"، مؤكدة وقوع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
وقالت مصادر محلية وشهود إنهم شاهدوا عدداً من جنود الاحتلال ساقطون على الأرض، والدماء تنزف من أجسادهم، في حين قصفت المروحيات الحربية والمدفعية محيط المنطقة بعشرات القذائف لتمكين فرق الإسناد من إجلاء القتلى والجرحى من جنود الاحتلال.
وأكد المتحدث باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" أن مقاتلي الكتائب تمكنوا من إيقاع عشرات القتلى والجرحى في أوساط جنود الاحتلال.
وفي محاولة منها للتغطية على خسائرها الناجمة عن معارك غزة، أقرت مصادر قوات الاحتلال بمقتل خمسة جنود وإصابة عدد آخر جراء قذيفة مدفعية إسرائيلية أصابت عن طريق الخطأ منزلاً احتله جنود الاحتلال، شمال القطاع.
غير أن مصادر صحافية إسرائيلية اعترفت بأن جيش الاحتلال تكبد خسائر كبيرة خلال محاولته احتلال جبل الكاشف، شمال القطاع.
وقالت المصادر أن خمسة جنود قتلوا بينما أصيب عدد كبير جراء تفجير ناقلة جند اضطر المشاة الإسرائيليون على إثرها للانسحاب من المنطقة.
وأكدت كتائب القسام أن مقاتليها تمكنوا من إصابة طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار بنيران المضادات الأرضية عندما كانت تحلق في سماء مدينة رفح، جنوب القطاع. وهذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها كتائب القسام عن إصابة طائرة من دون أن تعترف مصادر الاحتلال الإسرائيلية بذلك.
وعلى وقع العملية البرية، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية شن غارات جوية مستهدفة عشرات المباني والمنازل السكنية، ومدارس تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" يستخدمها فلسطينيون هجروا منازلهم كمراكز إيواء، في مناطق متفرقة من القطاع.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بشعة بحق عائلة فلسطينية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، عندما قصفت منزل العائلة المكون من ثلاث طبقات، دون سابق انذار، ما أدى إلى استشهاد نحو 13 من أفراد العائلة.
واستهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية فتى فلسطينياً بصاروخ بينما كان يقود دراجته الهوائية وسط مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاده على الفور، ما يدلل على حجم التخبط الذي تعانيه قوات الاحتلال في غزة.
وأعلنت مصادر طبية في مستشفى ناصر الحكومي في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، عن استشهاد الطفل مروان حسن قديح (4 أعوام) في قصف إسرائيلي استهدف المنازل السكنية في بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة.
وقصف المدفعية والطائرات الحربية عدداً من المنازل السكنية خلف مدينة الشيخ زايد شمال القطاع، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من المصابين.
واستهدفت الغارات الجوية والقصف المدفعي منازل سكنية تعود لعائلتي حسنين والداية شرق حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد المواطن فايز الداية وزوجته حنان وابنتيه صابرين (23 عاما) ورغدة ( 30 عاما).
وقال ناجون من العائلتين إن عدداً كبيراً لم يتمكنوا من مغادرة المنطقة، وعلقوا بين الأنقاض، وتحت حمم القذائف والصواريخ الإسرائيلية، ما يؤشر إلى ارتفاع عدد الضحايا والشهداء.
وقال المتحدث الإعلامي باسم "أونروا" في غزة عدنان أبو حسنة إن ثلاثة شهداء سقطوا في القصف الذي استهدف مدرسة تابعة لـ"أونروا" في شارع النصر وسط مدينة غزة. كما تعرضت مدرسة الشوكة في مدينة رفح لقصف مماثل من دون معرفة مصير من في داخلها من المدنيين.
وأكد أبو حسنة في تصريحات صحافية، أن "أونروا" فتحت المدارس لإيواء المدنيين الفارين من العدوان، مشيراً إلى أن القصف يستهدف تلك المدارس رغم رفع عَلم "أونروا" عليها وإبلاغ الإسرائيليين أن هذه المدارس ملاجئ لمئات المدنيين.
وأعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة عن استشهاد أحد أفراد عائلة السموني متأثرا بجروحه الخطيرة، لترتفع حصيلة شهداء العائلة حتى اللحظة إلى ثمانية، وعشرات المصابين، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف منازلهم شرق حي الزيتون في مدينة غزة.
واستشهد الطفل إبراهيم سليمان بركة (12عاما)، والشاب إيهاب عصام الحرازين (20 عاماً)، متأثرين بجروحهما الخطيرة التي أصيبا بها قبل حوالي ستة أيام، وانتقلا إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج غير أنهما فارقا الحياة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن تسعة من الجرحى الذين انتقلوا للعلاج في المستشفيات المصرية استشهدوا متأثرين بجروحهم.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، والمدفعية، عشرات المنازل في مناطق شمال القطاع، ما أدى إلى ارتقاء نحو 16 شهيداً، وأكثر من عشرين جريحاً.
وقالت مصادر طبية إن عشرات الفلسطينيين وقعوا بين شهيد وجريح في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مخيم البريج للاجئين، وسط القطاع، إضافة إلى استشهاد نحو 10 فلسطينيين وإصابة آخرين في قذائف أطلقتها الزوارق الحربية الإسرائيلية على مخيم دير البلح، على شاطئ البحر، وسط القطاع.
وأعلنت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي عن استشهاد الناشطين في صفوفها محمـد هاشم عفانة وزياد سعيد نصار خلال اشتباكات مع قوة إسرائيلية خاصة علي شاطئ مخيم دير البلح، حيث تمكنا من نصب كمين بحري متقدم للقوة الخاصة.
كما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين عن استشهاد المقاوم في صفوفها محمد ابو شعيرة في اشتباك مماثل مع القوات الخاصة الإسرائيلية في مخيم دير البلح.
وفي وقت سابق من ليل الاثنين الثلاثاء، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مجمع الأجهزة الأمنية المعروف باسم "السرايا" وسط مدينة غزة، وهي المرة الثانية التي تقصف فيها المجمع منذ بدء العملية العسكرية على غزة.
وفي غضون ذلك، ورغم التحليق المكثف للطيران الحربي الإسرائيلي بمختلف أنواعه في سماء غزة على مدار الساعة، واصلت المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ محلية الصنع، وصواريخ "غراد" روسية الصنع، على المدن والبلدات الإسرائيلية، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
ومن جهة أخرى كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس"، اليوم الثلاثاء، النقاب عن تصديها للدبابات الإسرائيلية في قطاع غزة بالاستشهاديين.
وقالت كتائب القسام، على لسان المتحدث باسمها "أبو عبيدة"، إن استشهادياً من مقاتليها أقدم على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف في دبابة إسرائيلية متوغلة، شمال القطاع.
وقال "أبو عبيدة" في مقابلة مع إذاعة "صوت الأقصى" التابعة لحركة "حماس" في غزة، إن مقاومي كتائب القسام نصبوا كميناً محكماً واستدرجوا قوة خاصة إسرائيلية إلى أحد المنازل القريبة من منطقة جبل الكاشف، شرق مخيم جباليا، شمال القطاع، وفجروا عبوة تزن 60 كيلو غراماً على جنود الاحتلال داخل المنزل".
وأضاف أبو عبيدة أن "فدائياً من مقاومي كتائب القسام قام بتفجير نفسه في دبابة إسرائيلية بواسطة حزام ناسف، بعد أن اعتلاها ووصل إلى جنود الاحتلال المتحصنين في داخلها"، وسط اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال في مناطق متفرقة في شمال القطاع.
وزعمت مصادر إسرائيلية أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على فلسطيني كان يحمل حزاماً ناسفاً في غزة، ما أدى إلى استشهاده وإصابة جندي بشظايا الحزام.
وتوعد أبو عبيدة قوات الاحتلال الإسرائيلي بـ"مئات الفدائيين المجهزين المستعدين لتفجير أنفسهم في قوات الاحتلال"، إذا توغلت في عمق قطاع غزة.
وأكد أن قوات الاحتلال تتكتم على الخسائر الفادحة في صفوف جنودها جراء المواجهات الشرسة التي تقودها كتائب القسام، مشدداً على أن قتلى جنود الاحتلال وجرحاه بالعشرات.