--_انتظروا الشتاء_--

ذبلت ورود الحبِّ، وماتت الأزهار
هو عصر الخيانة، ولعنة الأقدار
كيف يكون الحبُ بلا وطنٍ؟!
غزةُ ذُبِحت بلا ذنبٍ، ولا إنذار!
يا قيس العرب، غب عنهم!
ولياتي خالدٌ، علّنا نرى للسيفِ إشهار
ما بالُنا أهلُ فلسطين نعشقُ
أيكونُ حبٌ، وما تكونُ دار؟!
ما لي أرى الملوكَ نائمةً؟
لا تعتذروا، فما نقبل الأعذار!!
وطني، لكم طال عليه ليله
أما يطلع عليه ابداً النهار؟
وُلدتُ في حربٍ، السلامُ ادعاؤها
وكلّ عامٍ يزداد السوء والانهيار
الدُنيا بخيرٍ، كذا قالَ أبي!
وما أرى أياً من الأخيار!
قمعٌ، وسطوةٌ وإخراسٌ، كلّ يومٍ
ما من تحدٍ لشبحِ أمريكا الجبّار
كلامُها مُنزلٌ، ما نقدرُ خرقه
وملوكنا تمتهنُ الشجبَ والاستنكار
إسرائيلُ، اقصفي قلبي أيضاً
فلو قتلتنا، لن تقتلي الإصرار
نحنُ قومٌ، وإن طالَ صمتُنا
نرفضُ الذلّ، ودوماً سنبقى أحرار
أحرقي كلّ الأقلام، والدفاتر مزقي
فبدمائنا على جلدنا نكتب الأشعار
أتحسبون انّكم بعلوكم أسيادٌ لنا؟
أم تحسبون أنكم شعبُ الله المُختار؟
إعلموا أن الأرضَ ستبقى لنا
سنحررها رغم أنوفكم أيها الأشرار
سنفديها بأرواحٍ، ترخص لها
ونرضى لأجلها لأشلائنا الإندثار
كلّ القتل لن يفيد أحدكم
لشُهدائنا جنةٌ، وموعدكم مع النار
قذائفُ طائراتكم ستضعفُ أمامنا
فقنابل بأيدينا، تكون هي الأحجار
فولاذُ دباباتكم، سينصهرُ سائلاً
فالفلسطيني بركانٌ، متى هو ثار
سُفُنكم ستغرقُ في البحر وتندثر
فرياحُ بأسنا، عاتية تُهيِّجُ البحار
ما زال الخريفُ علينا مسيطراً
لكن في الشتاءٍ سنريكم الإعصار
مهما فعلتم، فنحنُ شعبٌ واحدٌ
يجمعُنا وطنٌ، فما يفصلنا الجدار
صامتون نحنُ، لا لخوفٍ منكمُ
إنّما إرهاقٌ وتعبٌ، لطول إبحار
فبحر المعاناة، عاتيةٌ أمواجه
لكننا سنقطعه، وستنتهي الأسفار
لن يطول الصمت، نفد صبرنا
فكثيرٌ ما افتعلتم بأرضنا من دمار
اقتلوا كما شئتم اليوم وغداً
او احبسونا، اليوم لكم الخيار
لكن لن تنجحوا بإبادةِ عزِّنا
لن يجديكم القتلُ ولا الأسحار
وطننا غالٍ، وفي قلبنا حبّه
كما في الأرض جذور الأشجار
دمروا كلّ شبرٍ إن أردتم
لوطننا نحن كفيلون إحياءً وإعمار