معنى الخشوع
أ - الخشوع لغة :
1- قال ابن منظور في لسان العرب :
" خَشَعَ يَخْشَعُ خُشُوعاً و اخْتَشَعَ و تَـخَشَّعَ رمى ببصره نـحو الأَرض وغَضَّه وخَفَضَ صَوته. وقوم خُشَّع: مُتَـخَشِّعُون. و خَشَع بصرُه: انكسر، ولا يقال اخْتَشَع؛ قال ذو الرمة ::
تَـجَلَّـى السُّرى عن كلِّ خِرْقٍ كأَنه *** صَفِـيحةُ سَيْفٍ، طَرْفُه غيرُ خاشِع
و اخْتَشَعَ إِذا طأْطأْ صَدْرَه وتواضع، وقـيل: الـخُشوع قريب من الـخُضوع إِلا أَنَّ الـخُضوع فـي البدن، وهو الإِقْرار بالاستِـخْذاء، و الـخُشوعَ فـي البَدَن والصوْت والبصر كقوله تعالـى: { خاشعةً أَبصارهُم}؛ {و خَشَعَتِ الأَصواتُ للرحمن}، .. "ـ
2- وقال صاحب القاموس :
الخُشوعُ: الخُضوعُ، كالاِخْتِشَاعِ، والفعْلُ: كمنَع، أوـ : قَريبٌ من الخُضوعِ، أو هو في البَدَنِ، والخُشُوعُ في الصوتِ والبَصَرِ، وـ : السُّكونُ والتَّذَلُّلُ، وـ في الكَوْكَبِ: دُنُوُّه من الغُروبِ. والخاشِعُ: المكانُ المُغْبَرُّ لا مَنْزِلَ به، والمكانُ لا يُهْتَدَى له، والمُسْتَكِينُ، والراكِعُ .
3- وقال في الصحاح :
الـخُشُوعُ: الـخُضوعُ، يقال: خَشَعَ واخْتَشَعَ ؛ وخَشَعَ ببصره، أي غَضّهُ.
وبلدةٌ خَاشِعَةٌ، أي مُغْبَرَّةٌ لا منزِل بها، ومكانٌ خَاشِعٌ.
والـخُشْعَةُ، مثال الصُبْرَةِ: أكَمةٌ متواضِعةٌ، وفـي الـحديث:
« كانت الأرض خُشْعَةً علـى الـماء ثم دُحِيَتْ ».
والتَـخَشُّعُ: تكلُّفُ الـخُشوع . (c d)
4- المفردات في غريب القرآن :
الخُشوعُ الضّرَاعَةُ وأكْثَرُ ما يُسْتَعْملُ الْخُشوعُ فيما يُوجَدُ عَلَى الجَوَارِحِ. والضّرَاعَةُ أكثرُ مَا تُسْتَعْمَلُ فيما يُوجَدُ في القَلْبِ ولذلك قيلَ فِيما رُوِيَ: إذا ضَرَعَ الْقَلْبُ خَشَعَتِ الجَوَارِحُ، قَال تعالى: {ويزيدهم..خشوعا} وقال: {الذين..خاشعون} { وكانوا..خاشعين ــــ وخشعت الأصوات ــــ خاشعة..أبصارهم ــــ أبصارها..خاشعة} كِنايَةٌ عَنها وَتنبيهاً عَلَى تَزَعْزُعِهَا كقولِه: {إذا..رجاً ــــ و ــــ إذا..زلزالها ــــ يوم..سيرا}.( c d )
5- التفاسير :
1. القرطبي: الخاشعون جمع خاشع وهو المتواضع ، والخشوع هيئة في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع وقال قتادة :" الخشوع في القلب ، وهو الخوف وغض البصر في الصلاة . قال الزجاج: الخاشع الذي يرى أثر الذل والخشوع عليه كخشوع الدار بعد الإقواء هذا هو الأصل . قال النابغة : رماد ككحل العين لأيا أبينه *** ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشع .
ومكان خاشع: لا يهتدى له. {وخشعت الأصوات } أي : سكنت . وخشعت خراشي صدره إذا ألقى بصاقا لزجا. وخشع ببصره إذا غضه . والخشعة قطعة من الأرض رخوة ، وفي الحديث (كانت خشعة على الماء ثم دحيت بعد) وبلدة خاشعة مغبرة لا منزل بها.
قال سفيان الثوري:" سألت الأعمش عن الخشوع" . فقال : "يا ثوري ، أنت تريد أن تكون إماما للناس ولا تعرف الخشوع" ، سألت إبراهيم النخعي عن الخشوع. فقال : أعيمش ، تربد أن تكون إماما للناس ولا تعرف الخشوع ، ليس الخشوع بأكل الخشن ولبس الخشن وتطأطأ الرأس لكن الخشوع أن ترى الشريف والدنيء في الحق سواء وتخشع لله في كل فرض أفترض عليك. "
وقال الطبري : " الذين هم في صلاتهم متذللون لله بإدامة ما ألزمهم من فرضه وعبادته وإذا تذلل لله فيها العبد رؤية ذلة خضوعه في سكون أطرافه وشغله بفرضه وتركه ما أمر بتركه فيها " .
أضواء البيان :"الخشوع : السكون والطمأنينة والانخفاض .
و فسره أبو السعود في تفسيره : " الخوف والتذلل "
وفي البحر المحيط بـ : " الخضوع والتذلل" . ( c d )
• وعرفه شيخ الإسلام ابن تيمية :
فقال :" و الخشوع يتضمن معنيين . أحدهما: التواضع والذل . والثاني : السكون والطمأنينة. وذلك مستلزم للين القلب المنافي للقسوة ، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضا، ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا وهذا التواضع والسكون.
وعن ابن عباس في قوله- تعالى- : { الذين هم في صلاتهم خاشعون}. قال : "مخبتون أذلاء". وعن الحسن وقتادة : "خائفون ".وعن مقاتل : " متواضعون" . وعن على :" الخشوع في القلب وان تلين للمرء المسلم كنفك ولا تلتفت يمينا ولا شمالاً.وقال مجاهد:"غض البصر وخفض الجناح"
خشوع الجسد تبع لخشوع القلب
" و خشوع الجسد تبع لخشوع القلب إذا لم يكن الرجل مرائيا يظهر ما ليس في قلبه كما روى تعوذوا بالله من خشوع النفاق ، وهو أن يرى الجسد خاشعا، والقلب خاليا لاهيا. فهو سبحانه استبطأ المؤمنين بقوله:{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق } فدعاهم إلى خشوع القلب لذكره وما نزل من كتابه . ونهاهم أن يكونوا كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وهؤلاء هم الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا. وكذلك قال في الآية الأخرى {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم ألي ذكر الله} والذين يخشون ربهم ، هم الذين إذا ذكر الله تعالى وجلت قلوبهم "
ب - تعريف الخشوع في الشرع :-
* خشية من الله تكون في القلب فتظهر على الجوارح .
* السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع ، والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته .
• هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل .
وأجمع هذه التعاريف وأمنعها القول الأول .